التمتع بالفعل بالملكوت، مع التوق للمجيء الثاني
وهذا المفهوم، الذي لدى كتّاب العهد الجديد، يقابل بشدة ما تراه في الفكر اليهودي الرئيسي في فترة الهيكل الثاني، وخصوصًا وسط الفريسيين. الفكرة كانت أنه يوجد عصر شرير، وفي نهاية العصر الشرير سيأتي العصر المسياني. والأمر في الأساس هو مجرد عصرين. ولكن ما يتحدث عنه العهد الجديد هو أنه يوجد عصر شرير، ويأتي على هذا العصر عصر المسيا، ولكن يوجد تداخل بين العصرين لفترة معينة، يوجد أناس يعيشون بين العصرين. مصير العصر الشرير هو الاندثار ونحن نترقب الزمان الذي لن يوجد فيه سوى الملكوت كاملًا فقط. يتحدث يسوع المسيح عن هذا الأمر في إنجيل يوحنا. فكر في قصة موت لعازر ومجيء يسوع المسيح لإقامته من القبر، وقبل أن يصل تقابله أخت لعازر، مرثا، وناشدته: " لَوْ كُنْتَ ههُنَا لكانت الأمور مختلفة." ويقول لها الرب يسوع: "سيقوم أخوك مرة أخرى." وهي تقول: "أعلم، أعلم، في اليوم الأخير." فهي تفكر داخل المفهوم الأخروي للعصر الشرير، وأنه في النهاية سيكون هناك عصر جديد تحدث فيه القيامة. ولكن يسوع يريدها أن تفهم المزيد، هو يريد منا أن نفهم أمورا أكثر جدًا، أنه ليس في نهاية التاريخ، ستحدث هذه القيامة، بل أنها ستحدث في منتصف التاريخ وأنها تحدث في يسوع، في مجيئه، أنه هو القيامة، وأنه هو الذي يأتي بهذا العصر الجديد. وأعتقد أن هذا الأمر يؤثر فينا كمؤمنين، أننا لا نفكر في الحياة الأبدية كشيء سيحدث. نحن لا نفكر في الملكوت كشيء سيأتي بعد، بل أننا نتمتع بالفعل بالدهر الأبدي، نحن نعيش بالفعل في هذا الملكوت. وفي الوقت نفسه، نتوق وننتظر المجيء الثاني العظيم، اليوم الثاني حيث سيأتي المسيح بمجده، عندما تقود الأخرويات التي بدأت إلى فقط ملكوت الله كاملاً.
Dr. Mark Jennings teaches New Testament at Gordon-Conwell Theological Seminary in Boston MA.